يعتبر التعريف الصحيح للمريض أول هدف من أهداف سلامة المرضى و قبل ان اخوض فى هذا الموضوع يجب علينا الاعتراف اولا بوجود مرضى يتعرضون للأذى كل يوم عند تلقيهم الرعاية الصحية ، و أن نرفض الفكرة القائلة بأن الوضع الراهن يعتبر مقبولاً وليس فى الإمكان أبدع مما كان و الأهم من ذلك كله أن نسعي جاهدين إلى إيجاد حلول للمشاكل التي تساهم في تقديم الرعاية على نحو غير آمن و من هنا كان اهتمام جميع الجهات المانحة لاعتماد المنشآت الصحية بوضع معايير خاصة للتأكد من سلامة المريض داخل المنشأة.
و سوف اقوم باستعراض الاسئلة الشائعة عن هذا الموضوع.
س : ما معنى مصطلح سلامة المريض ؟
ج : هى منع او تقليل الضرر الواقع على المريض كنتيجة لعمليات الرعاية الصحية
س: كيف يقع ضرر على المريض عند تلقي الرعاية الصحية؟
ج: الأمثلة كثيرة على ذلك مثل : الأخطاء الدوائية، العدوى المكتسبة داخل المستشفيات ، سقوط المريض ، ….. الخ
س: كيف يمكن منع او تقليل هذه الاضرار؟
ج: يجب على كل مؤسسة صحية اتباع الأهداف الدولية لسلامة المرضى واول هدف هو التعريف الصحيح للمريض
س: ماذا تعنى بالتعريف الصحيح للمريض
ج: ان نتاكد ان هذا المريض هو المريض الصحيح الذي يقصد به عمليات الرعاية الصحية ( إعطاء الأدوية، نقل الدم ، وإجراء الاختبارات، سحب العينات ،التدخل الجراحى وإجراءات العلاج وما الى ذلك )
س: كيف ومتى يتم التعريف الصحيح للمريض ؟
ج: يتم باستخدام وسيلتي تعريف المريض على الأقل ( بالاسم و رقم الملف الطبى أو تاريخ الميلاد) لتعريف المريض على ألا تشمل رقم غرفة المريض للتحقق من هويته داخل المستشفى قبل البدء بتقديم الرعاية الصحية له .
س: ما هى طريقة التعريف الصحيح للمريض ؟
ج: يتم اولا مطابقة البيانات الموجودة بالملف الطبى للمريض مع المريض و أسورة المعصم التى يرتديها ، ثانيا مطابقة هذه البيانات مع العمليات المطلوبة.
مثال: عند نقل الدم للمريض :
اولا نتاكد ان المريض الموجود هو المقصود بعملية نقل الدم عن طريق مطابقة بيانات الملف الطبى مع المريض و اسورة المعصم .
ثانيا نتأكد أن قربة الدم ايضا هى الخاصة بالمريض ولا تخص مريضا آخر بمطابقة بياناتها مع البيانات السابقة وبهذا نتاكد ان الدم المنقول هو خاص بهذا المريض.
تحديات التعريف الصحيح للمريض فى الوطن العربى:
- أساور المعصم الضائعة أو الكتابة غير الواضحة أو المعلومات الخاطئة .
- التشابه الشديد بين الأسماء، وعدم المعرفة الدقيقة لتاريخ ميلاد المرضى المسنين.
- تقديم بعض المرضى لبيانات تعود لأشخاص آخرين ، بهدف الحصول على خدمات صحية مجانية.
- وجود العاملين الأجانب في المنشآت الصحية وعدم اعتيادهم على الأسماء المحلية.
- التحقق من هوية المرضى بصفة متكررة قد يؤثر على العلاقة بين مقدمي الرعاية الصحية والمريض.
- تخلص بعض المرضى من أساور المعصم.
- الملابس التي تخفي الهوية.
ملاحظات هامة يجب اتباعها:
- لا تسرد بيانات المريض أمامه ثم تسأله عن صحة البيانات ولكن يجب أن تسأل المريض او أحد المرافقين عن بياناته ويسردها بنفسه
- تأكد من اسم المريض ثلاثيا لوجود تشابه كبير بين الأسماء في الوطن العربى
- يجب عليك التأكد أن الاسم المكتوب على اسورة المعصم يطابق اسم المريض تماما حتى وان كنت على معرفة شخصية بالمريض
- استبدل بسرعة اى اسورة معصم غير واضحة او ممزقة باخرى سليمة فان الخطا لا ينتظر.
- اذا كنت غير قادر على تعريف المريض فلا تقدم له اى خدمات طبية بدون تعريف صحيح له.
- البيانات المعتمدة لتعريف المريض هى الاسم ، رقم الملف الطبى ، تاريخ الميلاد او صورة المريض.
- البيانات الأخرى (العمر ، الجنس او رقم الغرفة) يتشارك فيها كثير من المرضى ولا يجب الاعتماد عليها.
المشاكل الناتجة عن عدم التعريف الصحيح للمريض:
ان عدم تحرى الدقة فى تحديد هوية المريض أو تعريف المريض يؤدى إلى ارتكاب الأخطاء في إعطاء الأدوية، وفي نقل الدم ، وإجراء الاختبارات، وإجراءات العلاج وما الى ذلك بل قد يؤدى الى تسليم المواليد إلى اسر غير أسرهم عند خروجهم من المستشفيات
مثال لغياب التعريف الصحيح للمريض:
مريضة اسمها ( س ح ع ) عمرها 28 عام تنتظر عملية استئصال اللوزتين وتعانى من توتر شديد لكونها اول مرة تدخل المستشفى ، حضرت ممرضة العمليات ( لا تتكلم اللغة العربية كلغة أساسية) لتصطحب المريضة إلى العمليات وقامت ممرضة العمليات بالتقاط ملف المريضة من الغرفة وسالت المريضة هل اسمك (س هـ أ ) فهزت المريضة راسها ، فاخذتها الممرضة الى غرفة العمليات لإجراء العملية.
قام طبيب التخدير بتخدير المريضة وقام الجراح بعمل العملية المدونة في الملف وعندما أفاقت المريضة اكتشفت هى و الطاقم الطبى أن العملية التى اجريت هى عملية استئصال البواسير و التى كانت مدونة في ملف مريضة أخرى.
ما هى الاسباب المؤدية الى ما حدث:
- الملف الموجود بجانب المريضة كان لمريضة اخرى
- ممرضة العمليات لم تطابق بيانات الملف الطبى مع اسورة المعصم
- ممرضة العمليات لم تعرف المريضة بالشكل الصحيح بان تسألها عن اسمها وتترك للمريضة ان تجيب
- ممرضة العمليات لم تقم بالتعريف الصحيح عن طريق استعمال وسيلتي تعريف للمريضة
- اطباء العمليات ايضا اعتمدوا على الممرضة ولم ينتبهوا إلى تعريف المريضة
التعليق :
لا تتهاون أبدا في تعريف المريض فان الاخطاء تحدث من افضل الاطباء والممرضات والسبب عدم اتباع النظام والتواكل فيما بينهم والقاعدة «قاعدة مورفي» تقول إذا كان ثمة أمر يحتمل أن ينتهي إلى خطأ، فاعلم أن ذلك الخطأ سيقع.
التوصيات :
- التدقيق في هوية المرضى ومطابقة تعريف المريض مع احتياجاته الصحية ( كالنتائج المخبرية ، والنماذج ، والإجراءات ) قبل تقديم الرعاية الصحية له ،مع التركيز على مسؤولية العاملين في مجال الرعاية الصحية عن هذا التدقيق .
- توحيد الأساليب المتبعة في تحديد هوية المرضى في جميع مؤسسات الرعاية الصحية والمثال على ذلك استخدام شريط بنفس التصميم والشكل لتحديد هوية المريض ويوجد به نفس المعلومات لمنع وقوع الأخطاء عند تحويل المريض من مكان إلى آخر سواء داخل المؤسسة الصحية أو خارجها ولتوحيد البرامج التدريبية ايضا.
- وضع سياسات و بروتوكولات واضحة لتحديد هوية المرضى الذين لا توجد وسيلة لإثبات هويتهم وللتمييز بين هويات المرضى الذين يحملون الاسم نفسه. وكذلك المرضى المصابين بالغيبوبة أو عدم القدرة على الإدلاء بالبيانات
- وضع سياسات و بروتوكولات واضحة للاحتفاظ بهوية العينات المتعلقة بالمرضى أثناء التحاليل المخبرية و في جميع العمليات السابقة للتحاليل ، واللاحقة للتحاليل ، وعند استلام وتسليم النتائج .
- وضع بروتوكولات واضحة للاستفهام عن النتائج التي توصلت إليها المختبرات أو نتائج الاختبارات عندما لا تكون متوافقة مع التاريخ السريري للمريض أو مختلفة عن الاختبارات المطلوبة .
- اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقق والمراجعة المتكررة بهدف تجنب الخطأ أثناء إدخال النتائج في الكومبيوتر.
- دمج التدريب على اجراءات تعريف المريض في عملية التوجيه والتطوير المهني المستمر للعاملين في الرعاية الصحية.
- استعمال ماكينات الطباعة و القراءة عن طريق الباركود لتجنب الأخطاء عند الكتابة اليدوية
- تثقيف المرضى بشأن أهمية التعريف الصحيح للمريض و المخاطر المحتملة والناتجة عن ارتكاب أخطاء في تحديد هوية المرضى بطريقة إيجابية تقوم على احترام الخصوصيات الشخصية.
- تفعيل دور المريض عن طريق تعليم المرضى
- الطلب من المرضى ضرورة الإفصاح عن هويتهم قبل تلقي أية أدوية وقبل إجراء أية تدخلات تشخيصية أو علاجية.