سالم أبو رخا
يئن قطاع غزة تحت وطأة القصف الإسرائيلي اليومي، والتجويع، ومحاربة القطاع الصحي، فيما يأتي الشتاء ليضيف فصلا جديدا من معاناة أهالي القطاع الذين يعتبر معظمهم من النازحين الذين يسكنون في خيام وتحت شوادر قماشية.
ووثّق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، في الفترة بين 19 إلى 25 نوفمبر 2024، عمليات قصف إسرائيلية عديدة طالت خيام النازحين في المواصي، غربا، وسكان حي التفاح شرقي قطاع غزة، ومخيمي جباليا والشاطيء في شمال القطاع كما قصفت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان في الشمال، وبخاصة مدخلي الطوارئ والاستقبال، بالإضافة إلى مجمع سكني بجانب المستشفى، وأصابت مدير المستشفى حسام أبو صفية في العدوان، فيما بلغ عدد المجازر خلال الأسبوع الماضي 23 مجزرة.
من جهة ثانية، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن إسرائيل رفضت بشكل تعسفي خلال الأيام الماضية دخول 4 بعثات من المنظمة لإرسال فرق طبية وإمدادات وقود وغذاء ومياه وأدوية لمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة.
ووصل عدد الشهداء على مدى سبعة أيام في قطاع غزة وحده (313) شهيدا، و(737) جريحا، فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 وحتى 25 نوفمبر 2024، (45031)، فيما بلغ عدد الجرحى، (110888).
ويأتي كل ذلك في خضم تحذيرات الأمم المتحدة من إغلاق عشرات المخابز في داخل القطاع بسبب ندرة الطحين، والإغلاق الإسرائيلي الذي يحول دون دخول المساعدات الإنسانية.
ولاحظ مرصد المنظمة أن الوضع الغذائي المتفاقم في قطاع غزة قد جاء متراكما بسبب العديد من الأسباب التي تقف إسرائيل وراءها والتي تتمثل أولا في منع دخول المساعدات الإنسانية أو تقنينها والسماح بقائمة محدودة من المواد بالإضافة إلى إفساح المجال أمام المستوطنين لإتلاف الشحنات وهي في طريقها إلى المعابر، أو السماح بدخولها ومن ثم استهداف المحتشدين الباحثين عن الطعام أو استهداف الشاحنات نفسها بعد دخول قطاع غزة، أو استهداف اللجان التي تعمل على تنظيم توزيع المساعدات و”التكيات” التي تقوم بتوزيع الوجبات الجاهزة، أو استهداف مخازن الغذاء والسلع، أو تسليط المجرمين واللصوص في داخل القطاع لسرقة شحنات المساعدات.
كما وثّق المرصد غرق خيام النازحين بمياه الأمطار وعجز الدفاع المدني عن تقديم المساعدة بسبب نفاذ الوقود، لتحل أزمة البرد بجانب العديد من الكوارث الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وفي القدس المحتلة، واصل المتطرفون الإسرائيليون اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال حيث وصل عددهم في الفترة بين 18-24 نوفمبر 2024 (1905) مقتحمين.
كما هدمت قوات الاحتلال، مسجد الشياح في حي جبل المكبر بالقدس، ومنزلين في حي شعفاط، وحديقة وكوخ واستوديو ومحل لبيع الخضراوت. وصادقت سلطات الاحتلال، على مصادرة 11 دونماً من أراضي الفلسطينيين التابعة لقرية بيت صفافا، لصالح بناء 200 وحدة سكنية استيطانية جديدة.
وفي الضفة الغربية، هدمت قوات الاحتلال منزلين في سلفيت والخليل، واحتلت أربعة منازل في جنين ورام الله وكفر عبوش، وأحرقت 3 منازل بالكامل في جنين. كما هدمت غرفتين زراعيتين وجدرانا استنادية وسلاسل حجرية وخلايا نحل واقتلعت 42 شجرة مثمرة في نابلس، وحظائر زراعية تبلغ مساحتها 350 مترا مربعا وبئرا لجمع المياه واقتلعت عددا من الأشجار في الخليل، ودمرت أجزاء من مخيم ملعب البلدية في جنين وجرفت شوارع ودمرت أجزاء من البنية التحتية وألحقت أضرارا بممتلكات الفلسطينيين في مخيم جنين.
وصادرت قوات الاحتلال في قرية افقيقيس، مساحة 520 دونماً من الأراضي الزارعية لصالح توسيع مستعمرة “نيجوهوات”، بالإضافة إلى مصادرة شاحنة وجرافة وجرار زراعي ومضخة باطون في جنين وطولكرم وقلقيلية، وأسمدة في الخليل، و5 مولدات لضخ الماء و3 محولات كهربائية، و30 لوح شمسي لتوليد الكهرباء في الأغوار الشمالية بطوباس.
واقتحمت قوات الاحتلال مدرسة المالح الأساسية في الأغوار الشمالية، واعتدت بالضرب على طاقم المدرسة، واقتحمت كذلك مدرسة المغير الثانوية في رام الله.
وفيما يتعلق بقمع موسم قطاف الزيتون في الضفة الغربية، اقترف المستوطنون وقوات الاحتلال (13) اعتداءا طال (13) قرية مختلفة، وتضمنت الاعتداءات منع الفلسطينيين من قطاف محاصيلهم، واقتلاع وتكسير أغصان أكثر من 170 شجرة زيتون في كل من قرية حجة وقرية ياسوف وقرية اللبن الشرقية، فضلا عن سرقة محاصيل الزيتون وتجريف الأراضي الزراعية.
وقتلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال الفترة بين 19 – 25 نوفمبر 2024، (13) فلسطينيا وجرحت (46) آخرين، واعتقلت (118). كما شنّ المستوطنون (33) اعتداء على بلدات وقرى الضفة الغربية وأحرقوا خلالها مركبتين في رام الله، فيما اقتحم وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الذي أغلقته قوات الاحتلال منذ 3 أيام ولا تزال بذريعة الأعياد اليهودية.
وشهدت قرى الضفة 3 أنشطة استيطانية حيث شرع مستوطنون في طوباس بتأهيل نبع ماء بغية الاستيلاء عليه، وقامت سلطات الاحتلال في منطقة وادي الربابة في حي سلوان بمدينة القدس، بتجريف مساحة من الأراضي ووضع شواهد قبور في المكان، كما قام مستوطنون بوضع بيت متنقل على أراضي فلسطينيين في مسافر بلدة يطا.
وهكذا يكون عدد الجرائم التي اقترفها الإسرائيليون خلال المدة الزمنية بين 19 – 25 نوفمبر 2024، (1838) جريمة في مختلف المناطق الفلسطينية، فيما بلغ مجموع تلك الجرائم على مدى الفترة بين 7 أكتوبر 2023 إلى الآن، (204505) جرائم تشمل فئة محددة من الجرائم التي جرى رصده