تُواصل الجبهة اليمنية المساندة لغزة لعب دور محوري في مواجهة التحالف الثلاثي المتمثل في الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل”، ما تسبب في إحباط وعجز كبير لدى هذه الأطراف في التعامل مع اليمنيين.

على مدى الأشهر الماضية، لفت اليمن أنظار العديد من المفكرين والخبراء العسكريين والسياسيين حول العالم، الذين أشادوا بقدرات اليمن ودوره في دعم القضية الفلسطينية.

اليمن: تميُّز تاريخي وجغرافي
في حديثه لقناة “الميادين”، أوضح الدكتور سيف دعنا، أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدولية بجامعة ويسكونسن الأمريكية، أن تسمية “اليمن السعيد” التي أطلقها الرومان تحمل دلالات عميقة، كون اليمن يتميز بمناخ استوائي ومجتمع زراعي، ما جعله مركزًا للحضارة العربية الحقيقية. وأشار إلى أن الموقع الجغرافي والتاريخي لليمن كانا سببًا رئيسيًا في محاولات الهيمنة عليه.

كما أكد الدكتور دعنا أن العدوان السعودي الأمريكي الذي بدأ في عام 2015 كان نتيجة للمخاوف الغربية والخليجية من أن يصبح اليمن قوة إقليمية مؤثرة، ما دفع هذه الأطراف لمحاولة إبقائه في حالة ضعف دائم.

اليمن كمنصة للتغيير الإقليمي
استشهد دعنا بآراء مؤرخين أجانب، مثل المؤرخ الإيرلندي الذي أشار إلى أن اليمن يشكل منصة للتغيير في المنطقة، وخاصة في الجزيرة العربية. ولهذا السبب، كان الهدف من العدوان السعودي هو منع اليمن من لعب دور مؤثر.

الصراع مع “إسرائيل” والتطور العسكري اليمني
تحدث الدكتور دعنا عن التقارير التي تشير إلى أن “إسرائيل” نشرت بطاريات مضادة للصواريخ في “إيلات” تحسبًا لهجمات يمنية منذ عام 2021. وأكد أن الجيش اليمني يمتلك صواريخ يتجاوز مداها ألفي كيلومتر، ما أثار قلق “إسرائيل” والولايات المتحدة من القدرات العسكرية اليمنية المتطورة.

في السياق ذاته، أشار الدكتور لقاء مكي إلى أن الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على اليمن كانت ذات طابع انتقامي ولم تحقق أي أهداف عسكرية، بل إن قدرات اليمن العسكرية ازدادت بشكل لافت. وأوضح أن الصاروخ الباليستي الفرط صوتي الأخير الذي أصاب “تل أبيب” كان مفاجأة كبيرة، مما يعكس تطورًا نوعيًا في التسليح اليمني.

اليمن والقضية الفلسطينية
بحسب المتابعين، فإن مشاركة اليمن في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” تأتي إيمانًا راسخًا بالقضية الفلسطينية. وقد تجسدت هذه المشاركة في العمليات العسكرية النوعية التي استهدفت عمق الكيان الصهيوني والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر والعربي.

ورغم الضربات الإسرائيلية، يرى المراقبون أن اليمن لم يتأثر، بل يستمر في تعزيز قدراته العسكرية. وأكد الدكتور مكي أن “إسرائيل” تعاني من نقص في بنك الأهداف داخل اليمن، مما يجعل ردودها العسكرية غير مؤثرة وتقتصر على رسائل موجهة للمستوطنين.

أن اليمن يلعب دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الهيمنة الإقليمية، مما يجعله هدفًا مستمرًا للمحاولات العدوانية، لكنه في المقابل يستمر في مفاجأة العالم بقدراته وقدرته على الصمود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *