اعترف برايان نيكول الرئيس التنفيذى لشركة ستاربكس بأن حملة المقاطعة التى تعرضت لها الشركة طوال أكثر من عام الآن والتى انطلقت مع بداية حرب الإبادة التى شنتها إسرائيل فى غزة، كان لها أثر سلبى كبير على إيراداتها ليس فقط فى الشرق الأوسط، وإنما فى العالم أجمع، وذلك بسبب الدعم الكبير الذى تقدمه الشركة لدولة الاحتلال الصهيونية والذى يحصى بعشرات الملايين من الدولارات، وقد أكد رئيس الشركة أن ستاربكس لم يحدث أن دعمت أى عمل عسكرى، لكنه لم ينف صراحة الدعم الثابت الذى تقدمه ستاربكس لإسرائيل فى شكل تبرعات سنوية «خيرية»، وكان الرئيس السابق للشركة هوارد شولتز قد نفى هو الآخر أن الشركة تدعم أى قضايا سياسية أو دينية، ومع ذلك فقد كان شولتز من بين 20 من قادة الشركات التجارية فى العالم الذين قامت إسرائيل بتكريمهم بسبب «عمله الخير وخدمته للمجتمع» ومنحته جائزة الذكرى الخمسين لتأسيس صندوق القدس، وهى جائزة تمنح لمن أسهم فى دعم الاقتصاد الإسرائيلى، ومن المعروف أن فروع الشركة فى الشرق الأوسط والتى تتركز فى مصر والأردن ولبنان والسعودية والإمارات وقطر والمغرب وتركيا (لم تتمكن من فتح فرع لها فى أى من المدن الفلسطينية) قد تأثرت إراداتها بسبب المقاطعة الشعبية لمنتجاتها، وهو ما أدى لإغلاق عدد كبير من فروعها فى تلك الدول، كما انسحبت الشركة تماما من بعض هذه الدول وفى مقدمتها الأردن التى لم يعد بها اليوم أى فرع لشركة ستاربكس، وكانت الشركة قد أغلقت مصنعا لها افتتحته فى إسرائيل عام 2014 وكانت تنوى مشاركة شركة صودا ستريم الخاضعة للمقاطعة العالمية بسبب إقامة مصنع لها فى إحدى المستوطنات اليهودية غير الشرعية والمقامة على أراض فلسطينية محتلة، وهو ما أدى لانخفاض مبيعات شركة صودا ستريم عالميا بنسبة 12% وهبوط قيمة أسهمها من 55 دولارا قبل المقاطعة إلى 21 دولارا فقط، لتعلن الشركة فى العام التالى إغلاق مصنعها المقام فى المستوطنة اليهودية، وعندها تخلت شركة ستاربكس عن شراء حصة صودا ستريم أو الدخول فى شراكة معها لإنقاذها من الإفلاس، لكنها استمرت فى تبرعاتها «الخيرية» الثابتة لإسرائيل.
نقلا عن الأهرام