قبل ساعات من وفاته كتب الدكتور يحي القزاز هذه الرسالة لأصدقائه ورفاق دربه قال فيها :
بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
نحن بحاجة لتحرك ينطلق من الخوف. الخوف غريزة إنسانية، ويختلف عن الجبن، والخوف هو من الدوافع للكبرى للحرص على الحياة (الاوطان والبشر) وهو درجات يكون فاعلا عند قمته (اعلى نقطة ونحن عليها).
كل فعل مقدر، ولقد بذلت الحركة المدنية اقصى مالديها فى أقصى حيز متاح، ولم تحصل إلا على مسكنات، وبعض افراجات تسعد نفر وتقلب الألم على آلاف، انتقلنا للحوار الوطنى (وكنت من انصاره ولم اشارك فيه ان دعيت لكن الحمدلله لم أدع، ما أقوله ليس تناقضا شخصيا، فما أرفضه أو أقبله ليس بالضروة هو الحل أو الحقيقة، أنما وجهة نظر شخصية، وقبولى له يحتاج إلى سياسيين قد يستطيعون أن يثقبوا فى جدار العتمة ثغرة ينفذ منها الضوء تتسع إلى ساحة فمساحة تضيء الوطن، وعدم مشاركتى لأننى لست سياسيا أجيد الترويض وكما ذكرت لم أدع).
والحوار الوطنى بالرغم من الوطنيين فيه إلا أنه استخدم ظهيرا داعما لسلطة الاستبداد، وقنطرة ونفقا يمرر فوقها وتحته مايريد بسهولة لما يريد الوصول إليه، ولان لكل شيء عمر افتراضى او حقيقى تنتهى عنده الأشياء، والفكر الإنسانى متجدد بطبيعته ويطور نفسه بناء منتجات الواقع المخالف للطبيعة الانسانية ليحمى نفسه.
واستئذن بعد المقدمة التى لالزوم لها فالجميع يعرفها، أرى دور الحركة المدنية والحوار الوطنى وصلا إلى نقطة النهاية، ولم يفتحا ثغرة ولم يمر الضوء مرة، فالسلطة كانت تفتح الباب الواسع وتغلقه ليمر منه ذرة، كما أن الحوار الوطنى تم تشكيله بإيحاء رئاسى، وقبله البعض على أمل تحقيق شيء أرى ما حققه لايتناسب مع تضحيات من شاركوا فيه من سمعتهم.
لذلك عن لى خاطر (والخواطر ليست حقائق بل مجرد أمنيات عاطفية لاترقى للمعقولية ولا للتحقيق)، مستوحى من الحوار الوطنى مع تعديل بسيط، أن تكون الحركة (عفوا هذا ليس الزاما ولا توريطا لكن تقديرا لمابها من قامات) وهى كيان له وضعه، وللكيانات وزن وتقدير فى المحتمعات، أرى أن تقوم الحركة المدنية بالدعوة لمؤتمر وطنى شعبى على قاعدة “المواطنة والدولة المدنية” يشارك فيه الجميع بما فيه مؤسسات الدولة (هذا بسبب الخوف المرعب القادم من اجل الحفاظ على الدولة) ويمكن ان يشارك فيه الرئيس لأننا فى خلاف مع سياسات وليس بيننا عداوات مسبقة (واظن شارك عبدالناصر فى مؤتمرات شعبية فى الستينات).
الداعى لهذا المؤتمر ومن يديره هو الحركة الوطنية، مقره فى الفضاء الالكترونى عبر الوسائط الالكترونية (باستخدام “زووم” وما يشابهه، ولدينا اعلاميين لديهم المعرفة واليقافة والكافأة والجرأة يديرون المؤتمر وينقلونه على الهواء) لكن فى شكل مؤتمر، باجندة واضحة لأننا لا نستطيع ان نجتمع فى مكان عام، كما أنه يصعب علينا الانضواء تحت جسد حوار واهن فقد قدرته على الحياة، ويكون طرحنا واضح على الملأ بغير اتهامات من موتورين حريصين على مصالحهم المادية والسلطوية.
هدف المؤتمر هو رأب الصدع وجبر الكسر وترميم الخدش على قاعدة المواطنة والدولة المدنية لإنقاذ الدولة التى صارت بالفعل وبوضوح ريشة فى مهب الربح (والرياح قوية عتية تحيط بنا من كل جانب)، ولا تستطيع السلطة بسياساتها الراهنة التى تعمل على تفكيك وتفتيت وبيع الدولة ووأدها حية فى مقبرة الديون.
بوضوح لاتوجد فى العالم كله دولة عسكرية تمتلك كل مقدرات الدولة الطبيعية، وإن حدث فهو احتلال عسكرى يسرق مقومات حياة الدولة المدنية (هزم جنود الجيش او بالدقة استشهد قبل ان يحارب نتيجة لصراع القادة فى ١٩٦٧ وعاش القادة، والجنود هم ابناء الشعب، فدفع الشعب الثمن، لذلك من حق الشعب ان يكون له رأى فى مصيره، فنحن لسنا عبيدا لاحكام ولا قطيع نستدعى للذبح والشواء).
دولتنا مدنية والسيادة للشعب، فهو من يدفع الثمن؟ نحن فى حالة خوف مصيرى، من مستقبل ليس مجهول، معالمه واضحة، تفتيت وتركيع الدول العربية والإسلامية حتى من (ثاروا) فى سوريا، لايملكون من أمرهم فى إدارة وترتيب وطنهم، المجتمع الدولى (الواطى) يتدخل والصهاينة تضرب سوريا، تكسر اجنحتها وتقضى على قوتها، ثم يتم التقسيم كحل نهائى.
عالمنا مقبل على تقسيم بلا شك، ومصر ليست بعيدة عنه، وارى ملامحه فى السياسات الحالية بين ظهرانينا، مع ملاحظة الجميع بما فيهم الثوار يدعون للحوار، وهو مايعنى ان (الثوار المنتصرين) غير قادرين على الآدارة ولا رد العدوان على الصهاينة، الآن سوريا اقرب إلى إناء فولاذى فارغ صهرت غالبية مكوناته لم يبق إلا تجويفه، ومازالت المعركة مستمرة، قد تنتهى الى راحة ثأرية وليس نصرا يطور دولة.
كل هذا امامنا فى كتاب مفتوح يراه حتى ضعيف النظر او فاقده لانه يشتم رائحة الخراب (كلامى لا يعننى اننى مع بشار مطلقا فهو طاغية لكننى مع الدولة السورية وشعبها فى القلب منها).
المجتمع الدولى (الواطى) يدعو لحوار محتمعى سورى بلا اقصاء بما فيهم من قامت الثورة عليهم (مكونات عدم استقرار مستقبلية) ليكن الحوار بمبادرة منا وكما يقولون بيدى لا بيد عمرو.
الدعوى لمؤتمر وطنى على قاعدة المواطنة والدولة المدني يشارك فيه الجميع الا من يرفض قاعدته
٢- مقره الفضاء الإلكترونى وبترتيب المؤتمرات للتغلب على عدم القدره على عقده فى مكان معبن
٣- لجنة تعد له وهدفه واضح إنقاذ الدولة
٤- التوصيات وتحميل كل طراف مسئوليته
ربما يخلق حراكا سلميا جديدا. وعلينا ان نتوقع القاء القبض على الداعين والمشاركين، لكن ليكن القبض نتيجة لعمل يبحث عن انقاذ الوطن افضل من القبض (سكوتى) ))
نقلا عن أخبار التاسعة