وقف إطلاق النار بطعم الهزيمة لإسرائيل

لأول مرة منذ أكثر من شهرين، بل فى الواقع منذ ١٤ شهرا نصحو بدون أخبار عن قصف طائرات وصواريخ على لبنان وإسرائيل. لقد بدأ سريان وقف إطلاق النار .
وبدون شك ستختلف التقييمات على الطرفين بشان ذلك الإتفاق .
ولكن دعونى أسجل هنا ماهو واضح جدا ، وهو أن المشهد العام فى لبنان هو مسارعة اعداد كبيرة من النازحين من الجنوب إلى العودة لقراهم رافعين الأعلام اللبنانية ، بينما سكان الشمال فى إسرائيل مازالوا ينتظرون .
وفيما عدا شكوك مشروعة حول هشاشة ذلك الاتفاق ، وتساؤل مشروع حول القبول بالفصل بين ساحة لبنان وساحة غزة ، فإنه لايوجد فى لبنان من يعارض الاتفاق ، بينما الوضع فى إسرائيل مختلف جذريا ، رفض واسع للاتفاق لا يشمل فقط المتطرفين اليمينيين، بن غفير وسموتريتش ، بل وسكان الشمال وبلدياتهم الذين اعتبروا أن حكومتهم فشلت فى حمايتهم ، فعلى عكس المعلن من أهداف الحرب ظلت صواريخ حزب الله تنهمر عليهم لآخر لحظة . وإلى جانب هؤلاء تأتى كل المعارضة ممن كانوا سابقا داخل حكومة نتياهو مثل بن جانتس أو من ظلوا خارجها مثل لبيد . كل هؤلاء الذين كانوا يدعون لصفقة بشأن غزة هم رافضين لاتفاق حول لبنان ويعتبرونه هزيمة. لماذا ؟
اعتقد أن نتياهو يدفع اليوم ثمن رفعه لسقف أهداف الحرب لمستوى يمكن اعتباره غير واقعى ومستحيل تحقيقه وخارج حدود قوته وإمكانيات جيشه ، ومن هنا وصل الجيش ليوم أصبح فيه عاجزا عن مواصلة القتال بعد أربعة عشر شهرا أنهك فيها تماما جسديا و أصبح أفراده عاجزين عن القتال ، الى جانب نقص كبير فى الأسلحة والذخائر . لقد كان هذا هو العامل الحاسم فى قبول الاتفاق وليس أى دور خارجى أمريكى أو غير أمريكى ، فالجيش الإسرائيلى تم إجباره على طلب اتفاق ، وبدوره أجبر نتنياهو على ذلك. ومن هنا بدأ قبول نتياهو به نزولا عن كل الأهداف المستحيلة التى سبق أن تبناها من سحق حزب الله وإنهاء دوره العسكرى والسياسى نهائيا وإعادة تشكيل المشهد السياسى فى لبنان ومن خلاله اعادة تشكيل وصياغة.الشرق الأوسط كله بسيادة إسرائيلية .
ببساطة سقط كل هذا بفضل الصمود الاسطورى لحزب الله وعلى نتياهو الذى روج للأوهام أن يواجه اليوم الواقع المرير الذى سيثير عليه موجة من الغضب فى إسرائيل .
لهذا فبغض النظر عن أي تفاصيل يبدو الاتفاق المذكور بنكهة الهزيمة لإسرائيل وانتصار للمقاومة اللبنانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *