سوريا بين التحرير والسقوط

حالة من الفوضى العارمة اجتاحت العالم ومواقع التواصل الاجتماعي بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة الجماعات المعارضة السورية المسلحة على سوريا.

انقسم الرأي العام العربي بين مؤيد ومعارض، البعض يراها ثورة انتصرت والبعض يراها مؤامرة جارية تنفيذها .. تفاوتت الآراء والمواقف السياسية كل حسب موقعه وتوجهاته

تصريحات وتداعيات هامة علي ما حدث من تطورات في الشأن السوري :

‎وقال حسن فضل الله النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني في حديث له إن “ما يجري في سوريا تحولا كبيرا وخطيرا وجديد، وكيف ولماذا حصل ما حصل، هذا يحتاج إلى تقييم ولا يجري التقييم على المنابر”.

وكان حزب الله قد لعب في السنوات الماضية دورا رئيسيا في دعم قوات سوريا خلال سنوات الحرب قبل إعادة مقاتليه إلى لبنان للقتال في حرب ضروس ضد إسرائيل، مما أضعف قوات الحكومة السورية

‎وكانت إسرائيل قد وجهت ضربات قوية لحزب الله خلال قتال استمر لأكثر من عام تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
‎ودخل اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ في 27 نوفمبر.

بدأ تدهور الأوضاع بعد ان اجتاحت المعارضة السورية المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” دمشق واستولت على العاصمة وأجبرت الأسد على المغادرة إلى روسيا.

‎ثم استهدفت إسرائيل سوريا بأكثر من 300 غارة إسرائيلية على مواقع عسكرية مختلفة في مناطق عدة في الأيام الأولى بعد سقوط نظام الأسد، منها مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. مما اعتبرته فرانس برس ” تدميرا للقدرات العسكرية السورية “.

‎كما أبلغت إسرائيل مجلس الأمن الدولي أنها اتخذت “إجراءات محدودة ومؤقتة” في القطاع منزوع السلاح على الحدود مع سوريا لمواجهة أي تهديد، ولا سيما لسكان هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

‎وأكد مصدران أمنيان سوريان أن إسرائيل قصفت قواعد جوية رئيسية في سوريا ودمرت بنية تحتية وعشرات الطائرات الهليكوبتر والمقاتلات، واستهدفت منشأة دفاع جوي قرب ميناء اللاذقية السوري المطل على البحر المتوسط.

‎كما أن إسرائيل نفذت عدد من الغارات الجوية على دمشق ، مستهدفة مجمعا أمنيا ومركز بحوث حكوميا ذكرت أن إيران استخدمته فيما سبق لتطوير صواريخ.

‎وقال مسؤولون إن إسرائيل ستكثف غاراتها الجوية على مخازن الأسلحة المتطورة في سوريا وتحتفظ بوجود “محدود” لقواتها على الأرض هناك على أمل درء أي تهديد قد ينشأ في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسد.

‎وراقبت إسرائيل الاضطرابات في سوريا بقلق مع تقييم تداعيات أحد أهم التحولات الاستراتيجية في الشرق الأوسط منذ سنوات.

‎وفي حين أدت الإطاحة بالأسد إلى القضاء على معقل كانت إيران – العدو اللدود لإسرائيل -تمارس من خلاله نفوذا في المنطقة، فإن التقدم السريع الذي أحرزته مجموعة متباينة من فصائل معارضة لها يشكل خطرا بالنسبة لإسرائيل.

‎وفي وقت سابق كشف جيش الاحتلال إنه أرسل قوات برية إلى المنطقة منزوعة السلاح، وهي منطقة عازلة مساحتها 400 كيلومتر مربع تم إنشاؤها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وتشرف عليها قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف).
‎ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لقوات خاصة إسرائيلية في منطقة جبل الشيخ السورية.

مع كل هذه التداعيات والضربات، يطرح السؤال نفسه بقوة، هل ما يحدث في سوريا ” تحرير ” يستحق الفرح والابتهاج أم أنه ” سقوط ” يدعو إلى التوجس والخيفة والرعب على مستقبل سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *