بينما يحتفل العالم الإسلامي بعيد الفطر، تعيش غزة واقعًا مغايرًا، حيث تتلاشى مظاهر الفرح أمام قسوة الحصار والقصف المستمر، ويحل الألم مكان البهجة في البيوت التي فقدت أحباءها. منذ بداية التصعيد العسكري الأخير، ازدادت الأزمة الإنسانية تعقيدًا، ما جعل الحياة ف

الوضع الإنساني المتأزم

تشهد غزة نقصًا حادًا في المواد الغذائية والطبية بسبب الإغلاق المستمر للمعابر، ما أدى إلى تفاقم أوضاع المستشفيات التي تعاني من نقص الأدوية والمعدات الطبية. كما أن تدمير البنية التحتية أدى إلى قطع المياه والكهرباء عن العديد من المناطق، مما زاد من معاناة السكان.

الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان دقت ناقوس الخطر بشأن الأوضاع في غزة، حيث يواجه أكثر من 80% من سكان القطاع انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون تحت خط الفقر. وبينما يترقب الأطفال العيد بملابس جديدة وحلوى، لا يجد أطفال غزة سوى الدمار والخوف.

تحليل سياسي للأحداث

التصعيد الحالي في غزة لا يمكن فصله عن المشهد السياسي الأوسع في المنطقة. فالاحتلال الإسرائيلي يواصل سياساته القائمة على تضييق الخناق على الفلسطينيين، مستخدمًا الحصار كأداة عقابية تهدف إلى فرض شروط سياسية معينة. في المقابل، تحاول الفصائل الفلسطينية استخدام التصعيد كوسيلة ضغط للفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة الفلسطينيين وكسر حالة الجمود السياسي.

إقليميًا، تلعب بعض الدول دورًا في محاولة التهدئة، بينما يستغل آخرون الوضع لتحقيق مكاسب سياسية داخلية. أما دوليًا، فإن ردود الفعل تتراوح بين الإدانات الدبلوماسية والمطالبات بوقف إطلاق النار، دون خطوات حقيقية تلزم إسرائيل بإنهاء حصارها.

هل هناك هدنة خلال العيد؟

في ظل التصعيد المستمر، تبدو احتمالية التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق النار خلال العيد شبه معدومة. بل على العكس، من المرجح أن تصعّد إسرائيل عدوانها على القطاع في محاولة لفرض المزيد من الضغط العسكري والسياسي. تاريخيًا، استغلت إسرائيل فترات الأعياد لتكثيف ضرباتها، ما يجعل أي آمال بتهدئة مؤقتة أمرًا غير واقعي. في المقابل، تحاول بعض الأطراف الدولية والإقليمية الدفع نحو تهدئة محدودة، لكن دون ضمانات حقيقية لتنفيذها.

ماذا بعد؟

يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستستمر هذه الدوامة من العنف والمعاناة؟ في ظل غياب حل سياسي شامل وعادل، ستظل غزة رهينة للأزمات، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر. الحل الجذري يكمن في إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، ولكن حتى ذلك الحين، ستظل أعياد غزة محملة بالحزن بدلًا من الفرح.

من محمد زكى

سياسي وصحفي بالكرامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *