في رحاب الذكرى الثانية لرحيل المناضل الوطني الجسور جمال عبد الناصر ادريس الكنين رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري في السودان الذي غادر الفانية صباح الاثنين 19 ديسمبر من عام 2022م.
المجد والخلود لشهداء الوطن على مر التاريخ، فالأوطان لا تموت من ويلات الحروب ولكنها تتأثر بخيانة أبنائها لأن الوطن هو الأمن والسكينة والانتماء، والوفاء له واجب الشرفاء والأحرار.
كان جمال سمح الخلقة والأخلاق كان طليعي يربط ما بين النظرية والتطبيق اجتهد وأبدع وناضل وثابر وصبر وتحمل وواصل أداء رسالته رغم ما يعانيه من المرض الذي تعايش معه ستة عشر عاما.
كان كثير الاطلاع يحسن ويداوم القراءة التي كانت بالنسبة له عاده يومية مهما بلغ من التعب والإرهاق. الكدح النظري على ضرورته لم يغنيه عن العمل والحركة والفعل السياسي المباشر، يعبر عن مصالح شعبه بعيدا عن الصغائر والمصالح الذاتية، تجده مع الشباب والطلاب ومع اجسام القضايا المطلبية والقضايا التاريخية قريبا من قضية الحماداب ومناصرا للحقوق ومع غرفة الصيدليات مشاكلها وقضاياها وقيادي في تجمع الصيادلة…….ومع المجموعة السودانية لضحايا التعذيب منذ بدايات النظام البائد الذي مارس البطش والتعذيب على شرفاء بلادي في بيوت الاشباح، كان له دور فاعل في كشف ممارسات التعذيب وفى مسانده المتضررين. والمفصولين عن العمل. ولعب دورا بارزاً في الحفاظ على وحدة تحالف قوى الاجماع الوطني. وممثلا له فى مركزية الحرية والتغيير بعد ثورة ديسمبر.
أمثال جمال لا يغيبون عن ضمير شعبهم وأمتهم كان حاضرا في كل تحدي يمر به شعبنا الآبي. وقد خاض معارك ونضالات من أجل وحدة وسلام السودان وضد التطبيع مع العدو الصهيوني ومبدئيا في تمسكه بعدالة القضية الفلسطينية.
كان دكتور جمال حساسا تجاه الكذب والمراوغة يمقت الفساد والاستبداد، تعرض للاعتقالات والتوقيف والاستجواب كما اخوته المناضلين السياسيين وسجناء الراي رغم كيس الدواء الذي كان يستصحب.
كانت آراؤه تجمع ما بين التحليل الموضوعي والالتزام المبدئ الذي يفتقده كثر من الذين يحاولون باسم الموضوعية التحلل من الالتزام المبدئ وباسم المبدئية يقفزون فوق الحقائق الموضوعية.
وتخليدا لذكراه ندعو أهل القطينة بعد العودة للإعمار بعد انهاء الحرب اللعينة، ندعوهم لإقامة مشروع تعليمي في مدينة القطينة كما كان يأمل. دكتور صيدلى جمال عبدالناصر ادريس تخرج من جامعة الزقازيق بجمهورية مصر..واب لمحمد واحمد..
لا يسعنا إلا أن نسأل الله العلي القدير له بواسع الرحمة وعالي الجنان
اللهم انزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين….
اللهم ارحم وأغفر لكل من فقدناهم في هذه الأيام العصيبة
اللهم يمن كتابهم، وهون حسابهم، وطيب ثراهم، وأكرم مثواهم
انا لله وانا اليه راجعون
محمد بدر الدين