قبل أيام قليلة، أُعلنت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
ومع ظهور النتائج الأولية، بدأت التساؤلات تتزايد حول مستقبل العلاقات الأمريكية مع مصر والدول العربية، بالإضافة إلى القلق حول مصير القضية الفلسطينية ومستقبل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع الصورة النمطية التي تصف الجمهوريين بأنهم أكثر تشددًا تجاه العالم العربي مقارنة بالديمقراطيين.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تشكل تهديدًا كبيرًا للمنطقة العربية وتفتح الباب أمام أزمات متتالية.
ترامب خطر كبير
ويضيف موسى في تصريحات خاصة لمنصة “MENA“: “جميعنا نتذكر صفقة القرن وما كان ترامب يسعى لتحقيقه خلال رئاسته السابقة، مما يجعل وجوده تهديدًا كبيرًا.”
ومع ظهور النتائج الأولية، بدأت التساؤلات تتزايد حول مستقبل العلاقات الأمريكية مع مصر والدول العربية، بالإضافة إلى القلق حول مصير القضية الفلسطينية ومستقبل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع الصورة النمطية التي تصف الجمهوريين بأنهم أكثر تشددًا تجاه العالم العربي
وتابع موسى قائلاً: “سيعزز ترامب الدعم الأمريكي لإسرائيل ما يعرقل حركات المقاومة المسلحة التي تمتلك أسلحة وخبرات متقدمة في التكنولوجيا، مما يعيق خطط إسرائيل للإبادة الجماعية.”
ويواصل وزير الخارجية الأسبق في تصريحاته لـ“MENA“: “من جهة أخرى، قد يسعى ترامب إلى محاباة إيران وتوطيد العلاقات معها، إما بإلغاء مشروعها النووي أو بالإطاحة بالنظام الإيراني، لتكون السياسات الإيرانية متوافقة مع توجهات إسرائيل الخارجية.”
أجندات ترامب
يرى الدكتور عمرو هاشم، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أن مصر كانت تتمتع بعلاقة وطيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته السابقة، مشيرًا إلى تصريحات ومواقف متبادلة تؤكد هذه العلاقة، والتي تعبر عنها منشورات الرئيس المصري على منصات التواصل الاجتماعي.وفي حديث خاص لمنصة “MENA“.
وأوضح هاشم أن التحديات التي تواجه مصر والعالم العربي مع عودة ترامب إلى الحكم تتعلق برغبة ترامب في فرض أجندات تتعارض مع المصالح العربية، من ضمنها مشروع “صفقة القرن” والاتفاقيات الإبراهيمية التي عززت من دعم إسرائيل، ما كان عقبة في العلاقات بينه وبين مصر سابقًا، وقد يظل كذلك في المستقبل.
وأشار هاشم إلى أن ترامب يسعى بشكل دائم إلى فرض سياساته، سواءً باستخدام القوة الأمريكية أو استغلال استكانة الدول العربية.
وقال: “أهم أهدافه هو دفع الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإلا فإنها قد تواجه ضغوطًا أمريكية، مما قد يؤثر سلبًا عليها، وعلى مصر تحديدا ويضعها في موقف الدفاع الفردي.”
وأضاف في تصريحاته الخاصة لـ”MENA” أن ترامب، بعودته، قد يساهم في توسعات للحرب بالمنطقة، نظرًا لأن الجمهوريين معروفون بتشددهم مقارنة بالديمقراطيين، مؤكدًا أن سياسات ترامب السابقة تعزز هذا التوجه، لكن مع الإشارة إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل هو سياسة ثابتة لدى كلا الحزبين.
وختم حديثه قائلاً: “إسرائيل تمثل ذراعًا استراتيجية لأمريكا في المنطقة، واستمرارها يخدم مصالح الولايات المتحدة. ولو كانت أمريكا أنفقت 20% فقط مما أنفقته لدعم إسرائيل على تحسين علاقاتها مع الدول العربية، لربما استطاعت تحقيق مصالحها بشكل ودّي ومستدام.”
القضية الفلسطينية
يؤكد النائب البرلماني طلعت خليل، منسق الحركة المدنية الديمقراطية، أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تعتمد على المصالح المشتركة، مشيرًا إلى أن مصر تتعامل مع أي إدارة أمريكية بما يخدم مصالحها دون تبعية. ويضيف أن مصر، بما لديها من ملفات ومسؤوليات معقدة، تعمل فقط بما يخدم مصالحها الوطنية.
وفي تصريح خاص لمنصة “MENA“، يشير خليل إلى أن السياسات الخارجية المصرية تتأثر بالتغيرات المحيطة، ومنها عودة ترامب للبيت الأبيض، الذي ستكون له “وطأة شديدة على القضية الفلسطينية” مما قد يزيد من حدة القمع والاستبداد في المنطقة.وأوضح أن ترامب لا يهتم بقضايا حقوق الإنسان في العالم العربي، ويعطي اهتمامًا خاصًا ببعض الشخصيات فقط، مما يترتب عليه نتائج خطيرة.
وأكد خليل أن وجود ترامب في الحكم سيتيح له التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان، وسيؤثر على المنطقة العربية برمتها، وقد يسعى إلى كسب ولاء بعض الرؤساء العرب مقابل تقديم الدعم المالي لهم، باعتبار أن بعض الأنظمة العربية تعتمد على الدعم الأمريكي، ما قد يدفعهم لتنفيذ سياسات تتماشى مع توجهات ترامب.
وأضاف المنسق العام للحركة المدنية الديمقراطية في تصريحاته لـ”MENA“: “أمريكا لها أجندة خاصة تسعى لتحقيقها، سواء كان ذلك من خلال الجمهوريين أو الديمقراطيين، ورئيس وزراء إسرائيل يسعى إلى التخلص من حركة حماس، وهو أمر لن يحدث بعون الله”.
وأشار إلى أن تصريحات ترامب حول إنهاء الحروب وتحقيق السلام فور فوزه في الانتخابات هي مجرد وعود، وأنه يسعى لتحقيق أجندته الخاصة، وليس ما يخدم رغبات شعوب المنطقة.
نقلاً عن MENA